السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
كثيرا ما تتسائل .. حـــــواء
لمــاذا ... ؟
لمــاذا .. عليها ان تتحمل عصبية هــو و تقلبات مزاجه ؟؟
لمــاذا ... عليها ان تصبر و تصبر .. و تبلع و تهضم كل ما يصدر منه ؟؟
لمــاذا ... يثور و يغضب .. و هــي تمتص و تتغاضى ؟؟
لمـــاذا ... ينتقد .. و هـــي تحفر في الصخر من أجل ارضائه ؟؟
لمــاذا... هو له الأخذ .. و هـــي عليها العطاء ؟؟
و غيرها من الأسئلة التي تصب جميعها في قالب واحد
الرفض و الإباء ... و الاستنكار لدور حواء
و لكن تعالوا معي أولا .. نقلب الأوضاع و نرى
عندما تكون هـــي
العصبية .. المتسلطة .. الغير متفهمة ..
سريعة الغضب المتذمرة .. كثيرة الاحتياجات المتطلبة
كيف يتعامل هـــو .. في كل حالة من هذه الحالات
و هل ستُقلب الأدوار .. ؟؟
الاجابة ..
ان الزوج و الزوجة
سالب و موجب
تقول قوانين العلوم الطبيعية ان الأقطاب المغناطيسية المختلفة تتجاذب
و الأقطاب المغناطيسية المتشابهة تتنافر
الموجب ( + ) يتجاذب >><< مع السالب ( ــ )
الموجب ( + ) بتنافر<< >> مع الموجب ( + )
السالب ( ــ ) يتنافر << >> مع السالب ( ــ )
و هذا نفسه هو حال الزوجين ... فجسم الانسان أيضا يحمل شحنات مغناطيسية
لذا فان السالب ينجذب للموجب و يلتصق به
لكنه بتنافر و يتباعد عن السالب شبيهه
فكان تقدير الله .. ان الرجل العصبي يكون زوجا للمرأة الهادئة المتزنة
و المراة الرومانسية زوجا للرجل الواقعي العقلاني
الرجل البخيل .. للمرأة معتدلة الاسراف أو للمسرفة أحيانا
جاف المشاعر للمرأة الحنونة
المتطلبة المتذمرة .. للزوج الكريم واسع البال
و المرحة المليئة بالحيوية .. يقدر لها الزواج بالرجل الجدي الذي يميل الى الرزانة
و هكذا حتى تمضي الحياة في استقرار
و
تبحر سفينة الشريكين في سلام الى بر الأمان
يقول الله تعالى
" وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ "
أزواجا هنا لا تعني الرجال فحسب ... انما المرأة أيضا تسمى زوجا لزوجها
و السكون هو اكتمال كل ما هو ناقص عند طرف من خلال اقترانه بالطرف الثاني
فبعد اضطراب العاطفة .. وعدم التوازن الفكري و السلوكي
بعد التوتر و القلق و الشعور بالافتقار ... و انشغال البال
يحدث السكن ... بالاشباع العاطفي و الغريزي و الهدوء و الاستقرار النفسي
بالراحة و الاطمئنان
و قد اختارك الله لتكوني الجانب الناعم الرقيق
ليسكن اليك آدم .. الذي خُلق من طين و الذي يميل الى الطبيعة الترابية الجافة
القاسية القادرة على التحمل و التي ينقصها الارتواء
و هي الطبيعة التي تتلاءم مع دوره الشاق .. في السعي و العمل
و تحمل الصعاب من أجل توفير لقمة العيش و الحياة الكريمة
لأفراد أسرته
أما أنت حواء فقد خلقك الله سبحانه من ضلع آدم
جزء منه يحن الى الكل و لا يمكنه العيش بعيد عنه
أو بدونه .. خلقك من مادة حية
لتنبض عروقك بالحب و العطاء
هذه هي الفطرة التي فطرك الله عليها لتقومي بدورك كما يجب
لتحتوي افراد اسرتك بمشاعرك و نبض احساسك
لتعطي و تضحي .. مع الشعور بلذة لهذا العطاء
فهي الأعمال التي تميل اليها تركيبتك الأولية الأولى
يقول الله تعالى
ذَلِكَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنسَانِ مِن طِينٍ *
ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ مِن سُلَالَةٍ مِّن مَّاء مَّهِينٍ * ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ
قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ
سبحان الله الذي خلق كل شيء فأحسن خلقه
عزيزتي هــي
هذه هي طبيعتك التي لن تكوني الاها
و مهما اعترضت لن تجدي نفسك سعيدة الا و انت تأدين هذه المهمة
و ليس سواها