الـ13 من ابريل 2011، يوم مشهود في مصر، إذ أنه اليوم الذي شهد حكمًا بحبس رئيس سابق لأول مرة في تاريخ مصر الحديث.
تطورت الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية، بعد تهديد الثوار باستمرار المظاهرات حتى محاكمة مبارك وأولاده وليس الوقوف عند حبس رموز نظامه (العادلي وعز وجرانة وزكريا عزمي وصفوت الشريف).
وبعد الإعلان مرارًا عن التحقيق مع مبارك وأولاده والقول بأنها ستكون بمدينة الطور ثم رشحوا التجمع الخامس، عادوا ليختاروا شرم الشيخ جهة التحقيق نظرا لوجود العائلة هناك منذ ما يقرب الشهرين.
وفجأة.. بدأ النائب العام التحقيقات مع مبارك وأولاده الثلاثاء 12 ابريل، بتهم تتعلق بإطلاق النار على المتظاهرين خلال ثورة 25 يناير الماضي، والاستيلاء على العام المال وتضخم الثروة.
محاولة الهرب
وعلمت "بوابة الوفد" من مصادر مؤكدة أن ليلة الاثنين الماضي، شهدت محاولة هروب مبارك من مقر إقامته الجبرية فى شرم الشيخ إلى السعودية مستخدمًا مروحية خاصة.
وتلقى مكتب الحركة بمطار شرم الشيخ إشارة عن طريق مكتب اللاسلكي تفيد بوصول رحلتين خاصتين من مطار تبوك متجهتين إلى شرم الشيخ والإقلاع إلى مطار الرياض، وطائرة مروحية من مطار شرم الشيخ إلى تبوك.
وأكد مصدر مسئول بمطار شرم الشيخ أنه وردت معلومات إلى برج المراقبة تفيد بأن الطائرة المروحية التي تستعد للإقلاع إلى تبوك ستقل الرئيس السابق وأفراد أسرته، وذلك بعد علمهم بقرار النائب العام باستدعاء الرئيس ونجليه للتحقيق.على الفور أخطر برج المراقبة سلطة الطيران المدنى بالتحركات، وسرعان ما تلقى البرج إشارة من مدير مطار شرم الشيخ وكذلك سلطة الطيران المدني بعدم قبول أي طائرة خاصة متجهة إلى شرم الشيخ وكذلك عدم السماح لأي طائرة خاصة بالإقلاع لحين إصدار تعليمات أخرى.
قرار التحقيق
الثلاثاء 12 ابريل.. قرر النائب العام المستشار عبد المجيد محمود الأحد الماضي استدعاء مبارك ونجليه علاء وجمال للتحقيق معهم في اتهامات تتعلق بصلتهم بإطلاق النار على المتظاهرين أثناء "ثورة 25 يناير" مما أدى إلى استشهاد قرابة 800شخص وإصابة أكثر من 5آلاف آخرين.
وقال النائب العام: إنه سيتم التحقيق معهم في اتهامات تتعلق " بالاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة".
وجاء قرار استدعائهم للتحقيق بعد وقت قصير من كلمة مسجلة لمبارك بثتها إحدى الفضائيات أكد فيها أنه ضحية "لحملة ظالمة وادعاءات" تشكك في نزاهته وذمته المالية هو وأسرته.
وأكد مبارك في هذه الكلمة أنه لا يملك هو وزوجته أي أرصدة أو ممتلكات عقارية خارج مصر، كما أن نجليه لا يمتلكان عقارات في الخارج ولكنه لم ينف امتلاكهما أرصدة في دول أجنبية.
مبارك بالمستشفى
وبتطور الأحداث نُقل مبارك مساء الثلاثاء إلى مستشفى شرم الشيخ الدولي إثر تعرضه لأزمة صحية أثناء التحقيق معه بتهمة التحريض على قتل متظاهرين.
وذكرت مصادر طبية بحسب قناة "الجزيرة مباشر" أن صحة مبارك متدهورة، وأنه موجود بإحدى غرف العناية المركزة، بعد أن قضى عدة ساعات في التحقيقات معه بأحد المقرات بالمدينة.
وقال محللون: إن دخول مبارك المستشفى يعود لمعرفته السابقة بقرار حبسه على ذمة التحقيقات وبالتالي أراد أن ينأى بنفسه عن هذه الخطوة فاختار المستشفى عوضًا عن الحبس، وهو ما استدعى جهة التحقيق لأن تواصل معه التحقيقات بالمستشفى حتى فجر الأربعاء.
التحقيق مع علاء وجمال
بدأت الساعة الحادية عشرة مساء الثلاثاء، وقائع التحقيقات مع علاء وجمال، وذلك فور انتهاء التحقيقات مع الأب بمستشفى شرم الشيخ الدولي.
ونُقل جمال وعلاء مبارك إلى المجمع القضائي بشرم الشيخ في السيارة الخاصة بمدير أمن جنوب سيناء وهي عربة تحمل رقم 2 وبرفقتهم 4 سيارات "بي إم دبليو"، وبدأت التحقيقات في غرفتين منفصلتين وباشر التحقيقات 6 مستشارين بحضور النائب العام عبد المجيد محمود، ثم قررت نيابة الطور بجنوب سيناء حبس علاء وجمال 15 يومًا، على ذمة التحقيقات.
وعلمت "بوابة الوفد"، من مصادر مؤكدة بمطار شرم الشيخ، انه تم ترحيل علاء و جمال من مطار شرم الشيخ إلى القاهرة فجر الأربعاء على طائرة ميستير 20 وسط حراسة أمنية مشددة تمهيداً لنقلهما الى سجن طرة.
ومن المنتظر استدعاء قرينة الرئيس المخلوع سوزان مبارك وزوجات علاء وجمال خلال الساعات القليلة القادمة، حيث تتهم مكتبة الإسكندرية سوزان ثابت بالاستيلاء على أموال المكتبة.
حبس مبارك
وقد قرر النائب العام حبس مبارك 15 يومًا على ذمة التحقيقات في اتهامات بقتل المتظاهرين والاستيلاء على المال العام.وأعلن المستشار عادل السعيد المتحدث الرسمي للنيابة العامة أن النيابة واجهت مبارك ونجليه خلال التحقيقات بما توصلت إليه من اتهامات وتم تسليم قرارات الحبس إلى جهة الشرطة المختصة.
وأوضح أن النيابة كانت قد حددت جلسة أمس الثلاثاء لاستجواب كل من الرئيس السابق ونجليه فيما نسب إليهم من اتهامات وذلك بمقر مكتب النائب العام بالتجمع الخامس.
صدمة مبارك
وكشفت مصادر مطلعة على مجريات التحقيق مع الرئيس المخلوع أنه "صُدم" من حجم الأدلة التي واجهه بها المحققون. وأوضحت المصادر لـ(بوابة الوفد) أن المحققين دخلوا الجلسة وبحوزتهم كومة ملفات موثقة عن وجود ممتلكات وأرصدة ضخمة باسم عائلته في أمريكا وأوروبا، مما أربك مبارك وعجز عن تقديم تفسير له، ليجد نفسه في مأزق لم يتحسب له قبل إطلاق كلمته التي زعم فيها نظافة ذمته المالية عبر فضائية العربية.
وأضافت أنه قضى "6" ساعات عصيبة مع فريق دفاعه الذي يقوده محام بريطاني، مما جعله مرهقا الى حد الإعياء.وكان موقع (البديل) قد نسب لجهات سيادية في 26 مارس الماضي أن اجهزة رقابية وأمنية رفيعة المستوى قد انتهت من تجهيز الملفات المالية لأسرة الرئيس المخلوع وللثلاثي صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور، وأن فرق مشتركة من ذات الأجهزة زارت عدة دول غربية للتقصي عن ثروة الأسرة وأقطاب النظام السابق.
فرحة المصريين
تلقى الشعب خبر حبس مبارك ونجليه بفرحة عارمة، وانتشرت على المنتديات ومواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"تويتر"، تعليقات الفرحة و"السخرية".
فيما ردد عدد من المواطنين هتافات: "يا جمال يا مبارك.. سجن طرة في انتظارك"، "الملاكي لأ.. البوكس أهو"، "الحرامي أهو.. الحرامي أهو".
تلك الهتافات رددها المواطنون أثناء محاولة الأمن إخراج جمال وعلاء من مجمع محاكم شرم الشيخ، تمهيدا لترحليهما إلى سجن طرة لتنفيذ قرار حبسهما 15 يوما على ذمة التحقيق معهما.
وتطور الغضب إلى محاولة الاعتداء عليهما ومحاصرة منافذ مجمع المحاكم، لولا استدعاء قوات شرطة إضافية لتمكين السيارات من الخروج، وركب جمال وعلاء عربتين مختلفتين، بينما كان المئات يرددون "الحرامي أهو.. الحرامي أهو".